الثلاثاء، 26 مارس 2013

التعامل مع الطفل العنيد أو الذي يقول "لا"



(حول ولا تبتر).
أي نحول العناد وكلمة (لا) إلى تمسك بالرأي الصحيح والقيم والعادات السليمة في المواقف المستقبلية التي تحتاج هذا التمسك أمام المتهاونين والمفسدين، فلا يؤثر عليه أي إنسان إلا بالحق (لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق)، ويستطيع أن يقول (لا) في هذه الحالة.
وهناك بعض الإرشادات التي من خلالها نروض هذه الكلمة لا:
- افهمي شخصية ابنك:
من خلال سلوكياته ورغباته وما يقبل عليه وما يرفضه، وما هي احتياجاته، هل يقول (لا) لكل أوامرك أو لأوامر معينة يعرفها جيدا، مثل نوع معين من الأكل أو الذهاب إلى النوم باكرا أو لبس ملابس معينة في أوقات معينة أو... وهل طريقتك في طرح ما تريدين دائما هي الأوامر، هذا الأمر يحتاج منك الملاحظة والتسجيل في ورقة لمدة يومين أو ثلاثة.
- اجتنبي الأسئلة المباشرة والأوامر المباشرة: هل تريد اللبن؟ هل تشرب العصير؟ أو تقولين: اشرب اللبن. اشرب العصير.

لأنه سيقول لا، ولكن أعطي اختيارات لتعطيه القوة في أن يختار في ظل الموجود، فأعظم منحة ربانية وأعظم قوة يمتلكها البشر هي قوة الاختيار، وهي جزء من المسئولية الكبرى التي حملها الإنسان حين رفضها باقي المخلوقات، فهل ننشئ أبناءنا على قوة الاختيار أم فرض ما نريده، إن إعطاء الطفل الاختيار هو طريقة فعالة لتشجيع الطفل على الاستجابة لأحد الخيارات المطروحة، وأيضا ليتعاون معي، إنه يخفف من ضغوط المطالب ويسمح للطفل بالاختيار بنفسه.
فمثلا نقول للطفل: هل تشرب اللبن بعد الأكل أم قبله؟ أو: هل تشرب اللبن في الكوب الأصفر أم في الكوب الأزرق؟ لأن في الأشياء التي لابد منها لطفلي وضرورية لابد من اختيار الطريقة التي لا تجعله يقول لا، وفي نفس الوقت لا أجبره على ما أقول بطريقة مباشرة، وعلينا أن نراعي أن طفل السنتين إلى 6 سنوات، أي الطفولة المبكرة يتعامل مع خيارين فقط، وليس أكثر من ذلك، وهناك أسلوب آخر لاستخدام الخيارات، وهو الخيار الواحد، ولكن من خلال الوقت أو التسلسل فهذا يعطيك سيطرة على النتيجة، ونعطي الطفل بعض المرونة في تلبية احتياجاته.
بعض الأمثلة لهذا الأسلوب:
هل تريد أن تلبس قميصك أولا أم البنطلون؟ ماذا تريد أن تعمل أولا خلع الجاكيت أم الحذاء؟ وذلك حينما تريدين أن يخلعهما بدون أمره، ذلك بأن تقولي: اخلع حذاءك واخلع الجاكيت، فسيقول: لا

أسمعك تقولين: إنه قد يقول لا أريد هذا أو ذاك، ساعتها فقط قولي (هل تحب أن تختار بنفسك أم أختار لك؟) أما إذا كان يرفض الاختيار فافعلي الآتي:
1- قطبي وجهك واجعل العبوس يعتلي أمارات الوجه.
2- سددي له نظرات حادة تعبر عن الغضب والاستياء.
3- ثبتي نظرك في عينيه وناديه باسمه.
4- أعطه أمرا حازما بصوت حازم تقول فيه إذن أنا سأختار لك، وتختارين أحدهما وتأمرينه بفعله.
5- لا تطرحي أي سؤال أو تعليق غير مباشر عندما تأمرينه.
مثل: لماذا لا تنفذ ما أمرتك؟ ألا تسمعني؟ لأنه سيرد عليك أو يتجاهلك كل ما عليك أن تنتظري قليلا، فإذا لم ينفذ وتجاهلك ليعرف إلى أي مدى أنت مصرة على تنفيذه، هنا لا يجب عليك اللجوء إلى الضرب أو التهديد لتأكيد إصرارك على أمرك لأن ردة الفعل هذه ستعقد الموقف وتزيد عناده وتحديه لك.

وفي نفس الوقت لا تستسلمي وتقولين له افعل ما شئت وتتركيه يفعل ما يشاء في أي وقت كما يحلو له ولكن عليك أن تمسكي به بهدوء وتخلعي له الجاكيت والحذاء كما قلت له حتى لو بكى واعترض دون أي كلام منك أي تنفذي ما شرحته سابقا له بدون كلام الآن وتتركيه وتقومي بأعمالك المنزلية أو ما تريدين فعله

مثال آخر دخلت غرفة الجلوس فوجدت ابنك صعب القيادة يقفز عل المقاعد قفز مؤذي وقررت إجبار الولد على الكف عن هذا اللعب التخريبي ستقومين بالخطوات السابقة تقطيب وجه +نظرات حادة +تثبيت النظر وناده باسمه+أعطي الأمر الحازم بصوت حازم (وليد.........المقاعد ليست للقفز الأرض للقفز ) إذا لم يستجب لا تتحدثي بأي كلمه أخرى واذهبي إليه وأنت ملامحك غاضبة بدون أي صراخ أو تهديد أو ضرب واحمليه وضعيه على الأرض بكل هدوء
حبيبتي : إن أبناءنا يحتاجون إلى الحب والاحترام في التعامل معهم والحزم في تنفيذ ما تفقنا عليه معهم لكي يتعلموا الانضباط أي السيطرة على ذاته والتصرف بسلوك مقبول وطفلك يتعلم احترام ذاته والسيطرة عليها من خلال تلقي الحب والاحترام والحزم من جانبك في تعاملاتك اليومية
علمي ابنك جمال كلمة (نعم ) من خلال أسلوب القصة وليس شرطا أن يكون ذالك في نفس الوقت الذي يعارضك ويقول لا فيه ولكن في حدوتة قبل النوم لتأثيرها القوى عند الأطفال عموما وخاصة في سن الطفولة المبكرة وأرجو أن تتابعي فن رواية القصة في الرابط الآتي
لا تهتمي بشكل مثير بهذا اللفظ فيغضبك ويغيظك وتذكريه لمن حولك:
حاولي بقدر المستطاع عدم تضخيم الأمر ولا تعطه اهتماما أكثر من اللازم تظاهري بعدم الاهتمام حتى لا تعطي للكلمة سلطة وأهمية وسلاحا يشهره الطفل متى أراد سواء بنية اللعب أو بنية الرد على سلوك أبوي لا يعجبه أو للاستثارة وجذب الانتباه فلا تعلقي عليه أو تشعريه بأهميتها بأن تحكي للأصحاب بأن ابني دائما يقول لا وان ابني عنيد وغيرها من الكلام الذي يسجله الابن في ذاكرته ويستخدمه في الوقت المناسب

-
امدحي كلمة (نعم):

ركزي اهتمامك في الفترة القادمة على أن تحببيه في كلمة نعم بأن تلاحظي كلماته في كل وقت وان تصطادي بسنارتك الذكية سنارة الملاحظة كلمة نعم ولو قالها لمرة واحدة وتقولي له بإعجاب (حلوة جدا كلمة نعم من فمك) أو (بإسلام على الكلمة الحلوة دي نعم) بلغتك الجميلة السعودي وضميه إليك واليك الشعار الآتي
 (
امدح على قليل الصواب يكثر من الممدوح الصواب)

-
عبري عن ما ترغبين فيه باللعب:

بعد استخدامك لأسلوب إعطاء الخيارات والأوامر الفعالة التي ذكرناها حاولي أن تلعبي معه بالعرائس التي لابد أن تقتنيها كل أم في بيتها لهذا السن الصغيرة وإذا لم يتواجد عندك الآن فاستخدمي الدمى التي عنده مثل الأرنب أو الدب أو أي مجسم للحيوانات لتعرضي عليه عن طريق اللعب وتغيير صوتك مثل الأرنب وتطلبي منه الشيء الذي تريدينه.

مثل يلا مين هيجي للسفرة (انا الدب الجميل ) هسبقك وتجري أمامه وهكذا في كثير من الأمور الأخرى ولا نستخدم الأوامر بالطريقة السابقة إلا في الأمور الضرورية ولكن اغلب الوقت باللعب والمزاح والجري لأن هذا السن يحتاج لذلك يحتاج إلى دفء الحياة ومرحها أكثر من أوامرها وتعقيداتها.
-لا تكثري من الأوامر والنواهي:

عليك باستخدام الأوامر والنواهي بصورة قليله يوميا للضروريات والأشياء الهامة حتى تكون العلاقة بالابن سهلة وممتعة ومحببة له فلا تمنعي طفلك الأمن الأمور السلبية فقط وتأكدي قبل أن تقولي لا للطفل أن ما تمنعيه منه هو أمر سلبي مثل النهي عن اللعب بالكبريت أو الأشياء الخطرة فقط فيما عدا ذلك فلا داعي للاستعمال المستمر لها.
حبيبتي أهدي إليك في النهاية هذا التحدي لأرسطو لنتعلم منه جميعا

يقول أرسطو (أن تغضب فهذا أمر ليس بالعسير ولكن أن تغضب في الوقت المناسب مع الشخص المناسب بالطريقة المناسبة بالدرجة المناسبة للغرض المناسب فهو أمر شاق )

هذه المقولة اهديها لك ولكل أم مجتهدة مثلك حريصة منذ اليوم الأول لظهور أي سلوك غير مرغوب فيه أن تسال وتعرف وتتعلم الطريقة الصحيحة للتعامل معه كما نتعلم من هذه المقولة أن لا نأمر أو ننهى إلا في الوقت المناسب بالطريقة المناسبة للغرض المناسب أتمنى دائما أن تتواصلي معنا بأخبار ابنك الغالي فهذا من دواعي سرورنا.

المصدر:

هناك تعليق واحد: