الأربعاء، 23 نوفمبر 2011

الأرنب والسلحفاة (قصة قصيرة)





يحكى أن أرنبا سخر من سلحفاة يوما لبطئها الشديد في المسير، فأغضب ذلك السلحفاة التي كانت تبذل دوما جهدها في الوصول إلى غايتها،
 
وشعرت بغرور الأرنب الكبير وتكبره، فقررت أن تلقنه درسا بليغا، فتحدته إلى سباق بينهما، يبدأ من أول الغابة وينتهي في آخرها
ضحك الأرنب ملء شدقيه، فهو حيوان مشهور بسرعته الكبيرة التي لا ينافسه فيها أحد، فكيف تتحداه أبطأ حيوانات الغابة، وبكل جدية أيضاً.
قال لها ضاحكاً: أنت تمزحين... أليس كذلك؟ تمزحين بالطبع
قالت له بحزم: بل أنا جادة كل الجد
قال لها بازدراء، فليكن إذن، وحددا موعداً بينهما.
وفي اليوم الموعود تجمعت حيوانات الغابة على طول طريق السباق، ووقف الأرنب والسلحفاة على خط البداية، وأطلق الحكم صافرته، وبدأ السباق..


 
قفز الأرنب بضع قفزات، ثم التفت للخلف، فوجد السلحفاة مازالت تخطو أولى خطواتها..
فضحك كثيرا ثم انطلق يلهو ويلعب، فريثما تقطع السلحفاة الجزء الذي قطعه من السباق، سيكون هو قد أنهى طعامه وشرابه وتسليته، ثم يقفز بضع قفزات أخرى ويسبقها من جديد..
أكل الأرنب كثيرا، ولعب كثيرا، ثم غلبته عيناه فنام في ظل شجرة..


 
واستمرت السلحفاة تسير في طريقها... ببطء شديد.. لكن باجتهاد ومثابرة ... ودون توقف...
استيقظ الأرنب فجأة من نومه، ونظر حوله، فلم يجد أحداً حوله.. وتذكر السباق، فجرى ليرى ما الذي حدث، وجد السلحفاة قد اقتربت من خط النهاية، والجميع حولها يشجعونها
جرى وجرى ليسبقها... ولكن هيهات...
لقد وصلت السلحفاة إلى خط النهاية، وسط هتافات الجميع وتصفيقهم... وصل الأرنب بعدها بفترة لاهثا متعباً.. خائباً خاسراً... ليتلقى أقسى درس في حياته...
 
لقد غلبته سلحفاة

 
وهكذا يا حلوين، علينا ألا نغتر بقدراتنا ولا مواهبنا، ونعرف أن المهم أن نستقيم على الطريق، ونثابر في المسير، فمن جد وجد، ومن سار على الدرب وصل
وليس الطريق لمن سبق، ولكنه لمن صدق
فاصدقوا وجدوا... وثابروا ولا تنوا

-----------------------
لا تنوا: اي لا تضعفوا    



بقلم أم عبد الهادي


هناك تعليقان (2):