السبت، 16 فبراير 2013

كيفية تربية الأطفال على الحجاب




بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ذكرت في المشاركة السابقة ان التربية على الحجاب تبدأ منذ نعومة الأظفار بغرس مفاهيم الحجاب والستر في نفوس الأطفال. ولنضرب بعض الأمثلة العملية على هذا:

1-   
منذ سن الحضانة، في السنتين الأولى، يجب ان تكون الأم واعية ألا تكشف عورة ابنها او ابنتها أمام أحد الا للضرورة القصوى.. وذلك لعدم تشويه فطرة الطفل التي فطره الله تعالى عليها، من حب الستر، والخجل من إبداء العورة. قال تعالى مخبرا عن أبوينا آدمم وحواء، أننهما بمجرد ان بدت لهما عوراتهما، أسرعا بسترها بما وصلت له أيديهما، فكان أن استترا بورق الجنة: { فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْءَاتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الجَنَّةِ} (الأعراف: 22)

ومن المُشاهد اليومي بكل أسف ان تقوم الأم بتغيير الحفَّاظ (الدايبر) لطفلها أمام الناس ولا تبالي، او تخلع له ملابسه وتتركه يجري في البيت وامام الناس وهي منشغلة بترتيب الحقيبة واخراج الثياب النظيفة، ثم تلتقظه لتلبسه بعد ان يكون قد رآه الجميع وهو على تلك الحال.. وكل هذه التصرفات تخفف من فطرة الحياء لديه تدريجيا..

•   
يجب هنا أن الفت النظر الى الا تكلف الفتيات غير المتزوجات بتغيير او تغسيل الاطفال الذكور ولو كانوا محارم، كأن تكلف الاخت الكبيرة او الخالة الصغيرة بمثل هذا.. لعدم خدش حيائها هي.
ويزداد الحرص على هذا الستر كلما كبر الطفل واقترب من العامين، حيث انه في هذه السن التي يلتقط فيها اللغة ويبدأ بالكلام بجمل قصيرة، يكون متفتحا لالتقاط المفاهيم والقيم والاخلاقيات ونحن لا نشعر.

2-
بعد سن الحضانة، وفي سني الطفولة غير المميزة (من عامين الى سبعة) ينبغي الانتباه إلى تعليم الطفل والطفلة عدم خلع الملابس او تغييرها حتى امام الاخوة والاخوات في البيت، بل يستتر عند القيام بهذه العملية، ومن هذا ان نعلمهم تهيئة الثياب البديلة قبل القيام بخلع ثيابهم، لئلا تطول فترة التكشف، وبالبسملة قبل الخلع. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ستر ما بين أعين الجن و عورات بني آدم إذا وضع أحدهم ثوبه أن يقول : بسم الله" رواه السيوطي وحسنه، وصححه الألباني.

 
ونصيحتي أن يتم تعليم الاطفال البسلمة وتأجيل التعليل لحين البلوغ؛ لعدم اثارة الذعر فيهم في هذه السن الصغيرة، فالمطلوب تحصينهم لا اخافتهم.

وهذا ينسحب على الاستحمام او الاغتسال أيضا، فيستحسن الا يكشف الطفل عورته اثناء الاستحمام، والا يعهد بهذه المهمة لغير الام، او أخ أكبر (للطفل الذكر) او اخت كبرى (للطفلة).. على الا يخلع الطفل لباسه الداخلي الذي يستر عورته المغلظة الا في نهاية الاغتسال، ويتم تطهير وتنظيف تلك المنطقة قبل الاستحمام، وبعد قضاء الحاجة والاستنجاء، كما هي السنة.

ونحاول التعجيل في تعليم الطفل الاستحمام والاستنجاء بنفسه دون تباطؤ، ليعتاد على ستر عورته وعدم كشفها أمام أحد، حتى امه. وعادة يتقن الطفل الاستنجاء قبل الرابعة من عمره، ويتقن الاستحمام بنفسه في السادسة. والأمر يختلف من طفل لآخر بحسب الاستعداد، كما هي سائر امور النمو والادراك.

2-   
في هذه السن الصغيرة (من عامين لسبعة) يجب تعويد الاطفال على الثياب المستورة، وتجنب الثياب العارية، اي تجنب الشورتات القصيرة للأولاد، والفساتين القصيرة التي تكشف الركبة، او العارية التي تعري الاكتاف او الظهر او البطن بالنسبة للطفلة. والابتعاد عن ثياب البحر الغربية المكشوفة، وتعويدهم على المايوه الاسلامي الساتر للعورة. لأن الطفل وان كان غير محاسب في هذه الفترة، ولكن كما قال الشاعر: "وينشأ ناشئ الفتيان فينا.. على ما كان عوده أبوه"
ومن العجيب في هذا العصر انك ترى الام منتقبة والاب ملتح، والطفلة تسير بينهما على شاطئ البحر بالمايوه البكيني!!. أو ترى الام والاب ملتزمين، وحريصين اشد الحرص على تحفيظ الطفل القرآن، دون ادنى التفات الى غرس مفاهيم الستر والتحفظ فيه .. بل بالأصح، يعملان على قتل فطرة الحياء التي اودعها الله فيه، بتعويده على السير متكشفا والسير متكشفة امام الخلائق!!

3-   
التعود على التحفظ في القبلات والاحضان مع غير الوالدين، وذلك بالتنفير من ممارسة هذا مع الغرباء والتخويف منه، وفي هذا حماية للاطفال من الاعتداءات الجنسية، حين نعودهم على النفور ممن يقترب منهم جسديا وهو غريب عنهم، ولن أدعي ان هذا الاحتياط واجب فقط عند من يعيشون في البلدان الغربية حيث ينتشر الاعتداء على الاطفال في الحضانات والروضات، ولكنه واجب حتى في بلادنا لأن عدوى هذه الاوبئة الاخلاقية  قد اصابها بكل اسف . ولا تخافوا من الجفاف العاطفي، لأن العواطف المهمة التي تغذي نفسية الطفل هي التي تأتيه من والديه، واسرته، لا من الغرباء والأبعدين.

وجدير بالتنويه هنا الانتباه الى ان الخادمة او المربية المنزلية، التي تكثر الاستعانة بها، خاصة في دول الخليج، هي غريبة تماما عن الطفل، وينطبق عليها ما قلناه عن الغرباء.

4-   
وهذا التحفظ ينسحب على بقية الاقارب والمعارف من غير المحارم ايضا.. خاصة كلما اقترب الطفل او الطفلة من سن التمييز، ليبدأ بتقبل فكرة الفرق بين المحرم وغيره.. وهذه فكرة مهمة جدا، وسأفرد لها المشاركة التالية بإذن الله

اللهم علمنا ما ينفعنا ، وانفعنا بما علمتنا ، وزدنا علما

بقلم أم عبد الهادي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق