الأربعاء، 23 نوفمبر 2011

العقاب القاسي قد يشجع الطفل على الكذب



هذه تجربة قامت بها الباحثة Victoria Talwar على مدرستين من نفس الحي:

-          مدرسة ألف:
مدرسة صارمة لكن بدون تطرف في الصرامة...
نظام العقاب:
 النصح الكلامي
انتزاع الصلاحيات
الحجز

-          مدرسة باء:
مدرسة صارمة بتطرف...
نظام العقاب:
الضرب المبرح بالعصى (حتى الأشياء البسيطة يعاقب عليها الطالب: كجواب خاطئ، نسيان الواجب، نسيان القلم... إلخ)

التجربة التي قامت بها الباحثة تعتمد على لعبة اسمها  the peeking game. هذه اللعبة يستخدمها العلماء لقياس الكذب لدى الأطفال... وهي باختصار:

يطلب من الطفل بأن يدير رأسه للحائط، ويخرج الباحث لعبة تصدر صوتا ويطلب من الطفل أن يخمن ما هي اللعبة... لو استطاع الطفل أن يجد أسماء 3 لعب فإنه يحصل على جائزة.

لكن احدى اللعب المستخدمة يكون من شبه المستحيل معرفتها فقط من الصوت الذي تصدره... يخرجها الباحث، ويصدر صوت اللعبة، ثم يخبر الطفل بأنه سيعود بعد قليل، ويحذر الطفل من أن يغش ويلتفت ليرى اللعبة... 

في نفس الوقت هناك باحث آخر يراقب الطفل من كاميرا مراقبة لا يعرف الطفل بوجودها، ليراقب تصرفات الطفل في أثناء غياب الباحث الأول.
عندما يعود الباحث الأول يسأل الطفل ما هي اللعبة، ثم يسأله كيف عرف الإجابة وهل غش أم لا؟

النتيجة:

أغلب الأطفال من مدرسة ألف يغشون وينظرون للعبة  بعد بضعة ثواني فقط من خروج الباحث... لكن الصغار منهم (سن 3 سنوات) عادة يعترفون بأنهم غشوا، أو إن كذبوا فإن الكذبة تكون كذبة غير ذكية ويمكن لأي شخص اكتشافها، مثلا:

     - "كيف تعرفت على اللعبة؟"
   - "لأنني رأيتها"


 الأطفال الكبار (سن  4 فما أكثر) يكونون أحسن وأبرع في الكذب، ويستطيعون أن يخترعوا قصة تثبت أنهم لم يغشوا... 



الأطفال من مدرسة باء انتظروا لمدة طويــــلة (حتى عشرة دقائق) قبل أن يلتفوا ليرو اللعبة، العجيب في الأمر هو بأن كل طلاب المدرسة باء كذبوا بدون استثناء (كبارا أو صغارا) ... كذبوا دون تردد وبتلقائية... وكانت أكذوباتهم منمقة ومفبركة ببراعة وبذكاء. 

طلاب مدرسة باء كانوا جميعا كذابين بارعين سواء كان سنهم 3 أو أكبر!! كلهم نفو أنهم غشوا بقناعة وبرسوخ، بل اخترعوا قصص تدعم كلامهم، بل إن بعضهم قام بإعطاء بعض الأجوبة الخاطئة عن اسم اللعبة قبل أن يصل للجواب الصحيح (ليبدو أنه يخمن اسم اللعبة)!
-          "كيف تعرفت على اللعبة؟"
-          "اعتقدت بأن صوتها يشبه صوت الجوال، لكن الجوال ممنوع بالمدرسة فقلت ربما شيء آخر.. أمم ربما حيوان يصدر صوتا.."

تجربة أخرى مماثلة:

يلعب الباحث نفس اللعبة السابقة مع الطفل لكن قبل أن يلعب هذه اللعبة يقرأ للطفل قصة قصيرة:
المجموعة الأولى من الأطفال يقرأ عليهم قصة "الراعي الكذاب"، والمجموعة الثانية يقرأ عليهم قصة "شجرة الكرز".

نسبة الكذب لدى أطفال المجموعة الأولى كانت أكثر بكثير من الطبيعي، بينما الكذب لدى أطفال المجموعة الثانية كان أقل!

القصة الثانية "شجرة الكرز" تحث الطفل على الاستمتاع بقول الصدق، بدل أن تغرس بداخله الخوف من أن تكتشف أكذوبته...


هذه التجارب تدل على أن أفضل طريقة لتجنب الكذب لدى الطفل هي الوثوق به، والعمل على تحبيبه في الصدق عن طريق خلق بيئة يكون فيها الصدق هو الاختيار الأفضل للطفل.


المصدر:  كتاب مولودون كذابين
Born Liars - Ian Leslie


من هذه التجارب يتبين لنا بأن استخدام أسلوب التخويف والعقاب القاسي يأتي بنتائج عكسية فيما يخص الكذب، الطفل عادة حين يكذب يفعلها ليحمي نفسه من العقاب أو الحرج، لذلك احراج الطفل أو عقابه بسبب أفعاله قد لا يجدي.

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق