الاثنين، 4 فبراير 2013

ماذا يشاهد طفلك؟


طيور الجنة.. الا يفترض بهذه القناة ان تكون تربوية؟
ما هي التربية في اغنية (بابا ما عاد يكذب.. بس لساتو بيعصب!! ) و (بابا طلع له كرش) ؟
وما الفرق بينهم وبين عبد الحليم حافظ الذي علمنا أن (ماما وبابا دقة قديمة)!!
وأين التربية في تعليم البنات الرقص والتراقص امام الشاشات من نعومة اظفارهن الى ان يبلغن سنًّا يتمنى فيها المتابعون من الشباب الصغير لو ان هذه البنت تحتجب وتختفي اذ يكفيها؟
الم يتعظوا من هالة صباغ التي بدأت منشدة طفلة تنشد بحب النبي صلى الله عليه وسلم ثم انتهى بها الحال مطربة تلبس الرقيق من الثياب وتغني دويتات عاطفية مع المحترفين؟
وماذا عن الارتقاء بتعبير الاطفال ولغتهم؟ اين هذا الرقي من الفاظ مثل: أكلنا قتلة.. وسمعنا حكي طالع نازل.. والكل صار يبهدل فينا.. وووو...
لقد ابديت ملاحظة بسيطة لمريم صغرى بناتي أنني لا احب المستوى اللغوي للقناة، لتنهال علي بالامثلة التي يختزنها عقلها من الفاظ وجمل وتراكيب سوقية... وقد نجحت في فرزها بنفسها!!
--


كيف تكون قناة أطفال اسلامية هادفة وهي تعمل 24 ساعة في اليوم؟ ما هذا اللهو وتضييع الاوقات والعقول؟ اين المبادئ والقيم والرسالة في هذه التجارة الرابحة دنيويا؟ إن أردنا تقديم فن اسلامي هادف، فليكن ضمن ضوابط الإسلام، ومنها حفظ الوقت وعدم إهداره.
لماذا لا نكتفي بإنتاج أعمال اسلامية بناءة، تُنشر على اي قناة من القنوات، اسلامية كانت او غيرها، بدل ان نخصص قنوات وقنوات لإلهاء الاطفال واغتيال اوقاتهم في الجلوس الساكن السلبي امام الشاشات؟ ثم لا نجد ما نملأ به اوقات هذه القنوات من مواد دسمة هادفة مدروسة بعناية، فنضطر لملئها بكل غث وتافه، ونتنازل رويدا رويدا عن ضوابطنا وشروطنا
ثم يغرينا الدعم المالي للمعلنين، فنتنازل اكثر واكثر ونقدم لهم ما يريدون، وننشر لهم على شاشاتنا اعلاناتهم، أيًّا كان سمتها وشكلها ومضمونها؟

يتعلم الطفل من قنوات الاطفال "الاسلامية" الترف والسرف، والجشع والحرص، وتناول الطعام السوقي اللذيذ الخالي من الفائدة، والغناء والرقص، وكأنه من أساسيات الحياة، ناهيك عن العنف في افلام الاكشن، والقيم الخاطئة المبثوثة في الافلام المستوردة المترجمة و ال (منقحة)!!

ويستسهل الاباء والاخوة استيداع الاطفال امام شاشات التلفاز، لينصرفوا الى اعمالهم او دراستهم او حتى لهوهم، دون التفكير بهؤلاء الصغار او تعليمهم او تثقيفهم او حوارهم او توجيههم، او حتى اللعب معهم العابا حقيقية واقعية تنمي مدركاتهم، وترسخ علاقتهم العاطفية بأفراد اسرتهم.
يقول الإمام ابن عاشور:
"
دين الإسلام حري بالعناية بإصلاح شأن المرأة، وكيف لا وهي نصف النوع الإنساني، والمربية الأولى، التي تفيض التربية السالكة إلى النفوس قبل غيرها، والتي تصادف عقولاً لم تمسها وسائل الشر، وقلوباً لم تنفذ إليها خراطيم الشيطان."
"
عقولا لم تمسها وسائل الشر" هناك تضع الأم بصمتها الفريدة والمتميزة..
لكن المرأة اليوم تخلط تربيتها لاأطفالها بتربية التلفزيون والفيديوهات والحضانات والروضات، وعشرات الايدي والعقول تشاركها تربية ابنائها، وتحفر آثارها في افكارهم وشخصياتهم ونفسياتهم.. لأن الأم لا تستطيع ان تتفرغ لهم في مرحلة التكوين الرئيسية، من الولادة وحتى السابعة من العمر.. إذ صارت لديها مسؤوليات أهم واعظم!!
ثم نقول: يا حسرتنا على هذا الجيل!!


بقلم أم عبد الهادي

ملاحظة لا ينصح الخبراء بمشاهدة الأطفال دون سن الثالثة للتلفاز لما له من أضرار محتملة وينصحون بتحديد أوقات مشاهدته للأطفال أكبر من 3 سنوات

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق