الاثنين، 25 مارس 2013

بناء الرقابة الداخلية الذاتية


في الحقيقة صار أولادنا خارج نطاق رقابتنا حتى وهم في قعر دارنا، لأن تطور التكنولوجيا أتاح للابن والابنة التواصل مع كل العالم بالصوت والصورة وهو في حجرته وغرفته، لهذا لم يعد للرقابة بمفهومها التقليدي أي جدوى، وإنما لا بد من تنمية الرقابة الداخلية الذاتية، واستشعار رقابة الله عز وجل في الخلوات والجلوات، وأن أي خيانة أو مخالفة ليست في حق الوالدين، بل هي في حقيقتها في حق الله عز وجل المطلع على السرائر.

لابد من تربية الأولاد على مفهوم أنه "وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ" و أنه "مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَّفْسِكَ"
ليشعر ويفهم عمليا في كل موقف، ان اي خيبة او عدم توفيق يصيبه هو بنتيجة الذنب الفلاني، او التقصير العلاني، وان لم نعلم له ذنبا ظاهرا، نوجهه لمحاسبة نفسه واسترجاع تصرفاته، ليتذكر ما هو الذنب الذي جناه فيتوب منه

لابد كذلك من أن ينسب كل فضل وكل نجاح وكل سرور يصيب الولد الى فضل الله تعالى ونعمته، ووجوب شكره عليها، والتزام رضوانه لتدوم النعم ولا تزول.
ويساعد كثيرا على تنمية هذه الرقابة الحرص على الصلاة في اوقاتها، وخاصة صلاة الفجر، والحرص على الصلوات في المساجد بالنسبة للأبناء .

ولابد من بذل الجهد في البحث عن صحبة صالحة للأولاد، سواء من خلال المدرسة، او حلقات العلم، او دورات تحفيظ القرآن، او زيارة الاقارب المعروفين بالفضل وحسن التربية..

ولابد من فتح قنوات الحوار مع الأولاد منذ الصغر، وتعويدهم على ان يقصوا كل ما يحصل معهم، وتشجيعهم على ذلك.
 
ولن يتشجع الاولاد على فتح قلوبهم  مع الوالدين الا اذا تأكدوا انهم لن يتعرضوا لنقد لاذع، ولا تبكيت نتيجة ما يعترفون به او ينقلونه..وأن سرهم في بير عميق..
وهذه العلاقة يجب الا نبدأ بإنشائها في سن المراهقة، فسيكون غالبا قد فات الاوان.. بل لابد من تأسيسها منذ الطفولة.. وان يصبر الوالدان على الاستماع للقصص الطفولية والثرثرة البريئة مهما طالت، ومهما بدت تافهة،, لا يبدو عليهما التبرم او اضجر او عدم الاهتمام..
وحذار ان تتخذ هذه الثرثرات مادة للتفكه او السخرية او التندر.. سواء على المستوى الخاص او العام... لكيلا يشعر الطفل بالحرج، فيكف عن هذه الفضفضة.
 
فإذا بلغ الولد مرحلة المراهقة، كان معتادا على البوح لأهله، فيستمر في هذا.. وعندها على الوالدين ان يستمعوا بقلوبهم قبل آذانهم، ويشجعوا الاولاد على افراغ ما في جعبتهم، والبوح بكل مكنونات صدورهم قبل المبادرة للتعليق والحكم.. ثم يحاولون ان يوجهوا الولد ليحكم بنفسه على الموقف، ويحاول ان يفكر في حل، ليخرج الحل او العلاج منهما معا، فلا يشعر الولد بأنه قرار علوي سلطوي مفروض عليه..
ولننتبه ان الولد كثيرا ما يلجأ لأسلوب طرح مشكلة حصلت مع صديق له او صديق صديقه، في حين ان المشكلة تمسه شخصيا، فلنضع هذا في اعتبارنا عند التعليق ومناقشة المشكلة..
ومما يساعد على بناء جسور التواصل والحوار، جلسات الفضفضة من الوالد لولده، ويمكن خلق فرص مختلفة لذلك، مثل :
-
الزيارات المستمرة لغرفهم.. والتظاهر بالرغبة في النوم او الاستلقاء على سريرهم،
-
او طلب مساعدتهم في ترتيب بعض المتعلقات الخاصة بنا او الصور القديمة المليئة بالذكريات التي تثير اهتمامهم..
-
طرح مشكلات قريب شاب لنا او ابن صديقتنا الذي تشكو والدته من كذا وكذا، وسماع تعليقهم واقتراحاتهم، والاستفادة من اسلوبهم في تحليل المشكلة،... والثناء على افكارهم ... (هذا الاسلوب مفيد جدا جدا، ووقائي ناجح )
-
والاستعانة بالله تعالى اولا واخيرا والتزام الدعاء والتضرع له ان يحفظهم ويرعاهم ويكلأهم كلاءة الوليد الذي لا يعلم ما يريد.  وأسمعوهم هذا الدعاء، فهم يسعدون بهذا، ويعزز ثقتهم وارتباطهم بالوالدين.

في الحقيقة صار أولادنا خارج نطاق رقابتنا حتى وهم في قعر دارنا، لأن تطور التكنولوجيا أتاح للابن والابنة التواصل مع كل العالم بالصوت والصورة وهو في حجرته وغرفته، لهذا لم يعد للرقابة بمفهومها التقليدي أي جدوى، وإنما لا بد من تنمية الرقابة الداخلية الذاتية، واستشعار رقابة الله عز وجل في الخلوات والجلوات، وأن أي خيانة أو مخالفة ليست في حق الوالدين، بل هي في حقيقتها في حق الله عز وجل المطلع على السرائر.

لابد من تربية الأولاد على مفهوم أنه "وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ" و أنه "مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَّفْسِكَ"
ليشعر ويفهم عمليا في كل موقف، ان اي خيبة او عدم توفيق يصيبه هو بنتيجة الذنب الفلاني، او التقصير العلاني، وان لم نعلم له ذنبا ظاهرا، نوجهه لمحاسبة نفسه واسترجاع تصرفاته، ليتذكر ما هو الذنب الذي جناه فيتوب منه

لابد كذلك من أن ينسب كل فضل وكل نجاح وكل سرور يصيب الولد الى فضل الله تعالى ونعمته، ووجوب شكره عليها، والتزام رضوانه لتدوم النعم ولا تزول.
ويساعد كثيرا على تنمية هذه الرقابة الحرص على الصلاة في اوقاتها، وخاصة صلاة الفجر، والحرص على الصلوات في المساجد بالنسبة للأبناء .

ولابد من بذل الجهد في البحث عن صحبة صالحة للأولاد، سواء من خلال المدرسة، او حلقات العلم، او دورات تحفيظ القرآن، او زيارة الاقارب المعروفين بالفضل وحسن التربية..

ولابد من فتح قنوات الحوار مع الأولاد منذ الصغر، وتعويدهم على ان يقصوا كل ما يحصل معهم، وتشجيعهم على ذلك.
 
ولن يتشجع الاولاد على فتح قلوبهم  مع الوالدين الا اذا تأكدوا انهم لن يتعرضوا لنقد لاذع، ولا تبكيت نتيجة ما يعترفون به او ينقلونه..وأن سرهم في بير عميق..
وهذه العلاقة يجب الا نبدأ بإنشائها في سن المراهقة، فسيكون غالبا قد فات الاوان.. بل لابد من تأسيسها منذ الطفولة.. وان يصبر الوالدان على الاستماع للقصص الطفولية والثرثرة البريئة مهما طالت، ومهما بدت تافهة،, لا يبدو عليهما التبرم او اضجر او عدم الاهتمام..
وحذار ان تتخذ هذه الثرثرات مادة للتفكه او السخرية او التندر.. سواء على المستوى الخاص او العام... لكيلا يشعر الطفل بالحرج، فيكف عن هذه الفضفضة.
 
فإذا بلغ الولد مرحلة المراهقة، كان معتادا على البوح لأهله، فيستمر في هذا.. وعندها على الوالدين ان يستمعوا بقلوبهم قبل آذانهم، ويشجعوا الاولاد على افراغ ما في جعبتهم، والبوح بكل مكنونات صدورهم قبل المبادرة للتعليق والحكم.. ثم يحاولون ان يوجهوا الولد ليحكم بنفسه على الموقف، ويحاول ان يفكر في حل، ليخرج الحل او العلاج منهما معا، فلا يشعر الولد بأنه قرار علوي سلطوي مفروض عليه..
ولننتبه ان الولد كثيرا ما يلجأ لأسلوب طرح مشكلة حصلت مع صديق له او صديق صديقه، في حين ان المشكلة تمسه شخصيا، فلنضع هذا في اعتبارنا عند التعليق ومناقشة المشكلة..
ومما يساعد على بناء جسور التواصل والحوار، جلسات الفضفضة من الوالد لولده، ويمكن خلق فرص مختلفة لذلك، مثل :
-
الزيارات المستمرة لغرفهم.. والتظاهر بالرغبة في النوم او الاستلقاء على سريرهم،
-
او طلب مساعدتهم في ترتيب بعض المتعلقات الخاصة بنا او الصور القديمة المليئة بالذكريات التي تثير اهتمامهم..
-
طرح مشكلات قريب شاب لنا او ابن صديقتنا الذي تشكو والدته من كذا وكذا، وسماع تعليقهم واقتراحاتهم، والاستفادة من اسلوبهم في تحليل المشكلة،... والثناء على افكارهم ... (هذا الاسلوب مفيد جدا جدا، ووقائي ناجح )
-
والاستعانة بالله تعالى اولا واخيرا والتزام الدعاء والتضرع له ان يحفظهم ويرعاهم ويكلأهم كلاءة الوليد الذي لا يعلم ما يريد.  وأسمعوهم هذا الدعاء، فهم يسعدون بهذا، ويعزز ثقتهم وارتباطهم بالوالدين.


بقلم أم عبد الهادي


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق