حل المشاكل مع الطفل يعطيه شعورًا بأنه يستطيع التحكم بمآلات الأمور، فهو وبالرغم من صغر سنه يريد أن يشعر بذلك.
يكون هذا بأن نطرح السؤال التالي: "كيف يمكننا أن نحل هذه المشكلة؟"
قد نكون نحن من نجيب على هذا السؤال في أغلب الأحيان، لكن لا بأس فالطفل يتعلم من العملية نفسها، وأيضا أحيانا هو سيقترح حلولًا رائعة حتى أروع من حلولنا نحن!
"تريد أن تستمر في اللعب في الحديقة ولكن علينا الذهاب، كيف نحل هذه المشكلة يا ترى؟"
"تريد أن تنتهي من حل اللغز أولا ثم تلبس ملابسك؟ حسنا سأذهب وألبس ملابسي وأعود لأرَ إن كنت تحتاج إلى المساعدة"
"طفلان ولعبة واحدة. هممم كيف نحل هذه المعضلة؟"
لو كانت المشكلة كبيرة يمكننا أن نجلس ونكتب الحلول المقترحة معا، حتى الحلول التي قد تبدو سخيفة وساذجة، ثم نراجع قائمة الحلول ونرى أيها يرضي الجميع. يمكننا حتى أن نجرب أحد الحلول لفترة ونرى إن كان يصلح وإلا نعود إليه ونرى إن كان بالإمكان إضافة تعديلات أو تغييرات عليه.
هذه العملية قد لا تكون مثالية مع طفل صغير لكنه يتعلم منها وحين يكبر ومع الوقت نبني عليها وتكون النتائج أفضل. وأيضا احتمالية التزام الطفل ستكون أعلى حين نشاركه في العملية.
من الوسائل التي يمكن استخدامها لحل المشاكل هي القيام بكتابة قائمة معهم. مثلا لو كانت لدينا مشكلة أنهم من الصعب جعلهم يلبسون ملابسهم في الصباح، فيمكننا أن نكتب قائمة بروتين يومي فيه جميع الخطوات التي يحتاجونها ليكونون جاهزين في الصباح. أو لو كان وقت ما قبل النوم هو المشكلة فالقائمة ستحتوي على جميع الأشياء التي يحتاجون لفعلها قبل الذهاب للنوم بما في ذلك شرب قليل من الماء والذهاب إلى المرحاض.
يمكننا أن نرسم صورة تعبر عن كل خطوة نضعها في القائمة أو حتى نصورها ونطبعها على ورق، يمكننا أن نضع كل واحدة على ورق لاصق بحيث يكون تغيير ترتيب الصور التي بالقائمة متاحا.
بهذه الطريقة يمكننا أن نعود إلى القائمة لنعرف ما علينا فعله، وتكون القائمة هي التي تبذل المجهود بدلا عنا نحن: "هل يمكنك أن ترى ما هي الخطوة القادمة في القائمة؟" أو "القائمة تقوم بأن نغسل أسناننا الآن"
حين يشاركنا الطفل في صناعة القائمة فإنه يكون أكثر مسؤولية واستجابة.
الحصول على موافقة طفلك
حين يكون طفلك على علم مسبق بسير الأمور وحين يشعر بأنه جزء من العملية وبأن مشاعره وآراءه مهمة فإنه سيكون أكثر تعاونا معك.
إن كنت تعرفين بأن لديه مشكلة في الخروج من حديقة اللعب، فيمكنك مثلا إعلامه مسبقا بأننا سنخرج بعد عشر دقائق مثلا. قد يكون صغيرا على فهم مدة عشر دقائق ولكنه سيتعلم مع الوقت.
"أرى بأنك تعمل على حل هذا اللغز ونحن سنخرج بعد خمس دقائق. أنا قلقة بأنه لن يكون لديك الوقت الكافي لإكماله. هل تريد أن تتركه في مكان آمان ثم تكمله بعد أن نرجع؟ أو أنك تريد أن تتركه وتعمل عليه في وقت لاحق؟"
"لدينا خمس دقائق قبل أن نترك حديقة اللعب، هل تريد أن تقوم بآخر زحلقة"
كيف نتحدث لنساعدهم على الاستماع؟
عن طريق استخدام لغة إجابية، فبدل أن نخبر الطفل بما لا يمكنه فعله، يمكننا أن نخبره بما يمكنه فعله، أي نخبره بالأمر الذي نريد منه القيام به بدل الأمر الذي لا نريد منه القيام به. بدل أن نقول: "الجري ممنوع"، نقول: "بالداخل نمشي".
حين تقول لطفلك: "توقف عن الصراخ!" قد تكون أنت أيضا تصرخ! مما يعني أنه سيقلدك ويصرخ هو الآخر أيضا. بدل ذلك نقول بصوت هادئ أو حتى نهمس: "لنستخدم صوتنا الهادئ".
نعم
تخيلي أنك تقولين "لا" مئة مرة في اليوم، مع الوقت طفلك سيتجاهل هذه الكلمة، فكل شيء "لا" وكل شيء غير مسموح. من الأفضل أن نترك كلمة "لا" للأشياء الخطيرة التي تهدد سلامة طفلك.
بدل قول "لا" فلنحاول أن نجد طريقة نعبر بها عن ما نريد بإيجابية. لنفترض أن طفلك يريد بسكويتا آخر رغم أنه لم ينته من الذي بيده يمكنك القول بصوت هادئ: "نعم يمكن الحصول على قطعة أخرى حين تنتهي من القطعة التي بيدك" أو لنفترض أن البسكويت قد انتهى: "نعم يمكن الحصول على المزيد حين نذهب إلى المحل، لنكتب الأمر في قائمة المشتريات".
المرح
الأطفال يتفاعلون جيدا مع المرح والدعابة وهي طريقة مسلية للحصول على تعاونهم. مثلا إن كان الطفل يرفض لبس ملابسه يمكنك التظاهر بوضع حذائه في قدمك فيضحك الطفل ويقول: "لا، هذا حذائي" ويلبسه بنفسه.
مترجم بتصرف من كتاب: The Montessori Toddler: A Parent's Guide to Raising a Curious and Responsible Human Being لـ Simone Davies
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق