كيف نربي الأطفال على الحجاب (5)
المحارم: علاقة الطفل المميز بأخواته الإناث.
المحارم: علاقة الطفل المميز بأخواته الإناث.
من الأمور التي يغفل بعض الآباء عنها في التربية، الضوابط والحدود في العلاقات بين الإخوة والأخوات. إنهم يظنون أن الأخوَّة ترفع الحرج، وتلغي الضوابط والحدود، والحقيقة أن الضوابط الشرعية تضبط وتهذب سلوك البشر في جميع النواحي، وعلاقاتهم بمختلف اتجاهاتها، حتى العلاقة بين الزوجين. لهذا لا بد من مراعاة ضوابط العلاقة بين الإخوة والأخوات في التربية، وترسيخها منذ الصغر.
وقد ذكرتُ بعضها في الحلقات السابقة، ومنها: التفريق في المضاجع لمن بلغوا سن التمييز، وستر العورات، والمراقبة أثناء اللعب والنوم. وهناك نقاط أخرى لابد من الانتباه لها:
1- منع الصغار (تحت سن التمييز) من الاستحمام معا، حتى لو كانوا توائم، أو من جنس واحد، منذ سن الفطام.
2- الانتباه لعدم خلوة الإخوة بالأخوات في سن المراهقة خصوصا، لما قد يحدث بينهم من تجاوزات، بهدف التقليد أو اللعب أو غيره، ثم ينقلب الأمر إلى جد، خاصة إن كان الفتى مراهقا والطفلة توشك على البلوغ، فجسد ناضج ووعي غائب.. فلا بد من الحماية والمراقبة الواعية، إلى أن يجتازا هذه السن الحرجة.
وأعرف أختا لي في الله، رزقها الله بتوأمين: ذكر وأنثى، فلما بلغا سن التمييز، كانت ترفض تماماً الخروج من البيت وتركهما بمفردهما، إلى أن كبرا وتجاوزا سن المراهقة، فكانت لا تخرج إلا باصطحاب أحدهما معها، وترك الآخر.. إلا إن كان زوجها في البيت وتركتهما في عهدته.
3- الانتباه الى طريقة اللعب، بعد سن التمييز، وكلما اقتربا من سن البلوغ، وألا يكون ثمة احتكاك جسدي فيه.. فقد يرغب الأخ في استعراض عضلاته على أخته بممارسة المصارعة، أو يلعبا كرة قدم فيتدافعان ويقعان أرضا، وغير ذلك.. فلا بد من التنبيه ومنع هذا النوع من اللعب.
ولا يكون المنع بشرح مخاوفنا وقلقنا، حتى لا نخلق لدى الأطفال أفكارا قد لا تكون موجودة عندهم أصلا، ولكن يكون بأن يقال لهم أن هذا لا يصح، ولا يليق، وأن لكل شيء سلوكاً وآداباً، وأن هذا النوع من اللعب مخالف لسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم، وما ربانا عليه، وربما نتطرق إلى أنه قد يؤذي الفتاة جسدياً، وقد يؤثر على قدرتها على الإنجاب في المستقبل، وبهذا نكون قد أبدينا أسباباً صحيحة لا كاذبة.
4- تعويد الفتيات على اللباس المحتشم في البيت، وتزداد ضوابط الستر كلما اقتربت الفتاة من سن البلوغ، وتلتزم به بعد سن البلوغ. فبعض الأخوات الإناث يتساهلن في لبس الثياب المكشوفة في البيت أمام الإخوة الذكور، متجاهلات أو غافلات عن مشاعر الإخوة الشباب وغرائزهن، التي تلهبها هذه المناظر، ولو كانت من أخت، وتحرك فيه الرغبة الشديدة في الزواج، فإن كان غير مقتدر مادياً، أو غير مستعد بعد للزواج، كان هذا وبالا عليه، وضغطا عصبيا لا يطاق. وكل هذا مما يجب تفاديه بالتعويد والتربية منذ الصغر. والمستحسن أن تعتاد الفتاة ألا تكشف أمام إخوتها أو محارمها عموماً، أكثر من أعضاء الوضوء: الذراعين والساقين، والرأس والعنق والنحر، ويكفي.. أما هذه الثياب الفاضحة المتكشفة التي وردت إلينا من الغرب، فينبغي أن تتجنبها بناتنا، وتربى على النفور منها، فإنها لن تبقي لهن شيئا من حياء العذارى الذي كان يضرب به المثل.
بهذا تقريبا أكون قد افرغت ما في جعبتي عن كيفية تربية أولادنا على الحجاب
ويرتبط بهذا الموضوع بشكل حيوي موضوعان: تعريف الحجاب الشرعي، وضوابط الاختلاط. ولكنني أحيلكم فيهما إلى الكتب الفقهية وفتاوى العلماء، حتى لا نخرج من موضوع التربية إلى موضوعات الفقه أو غيرها.
وبانتظار تعليقاتكم ومناقشاتكم لما سبق، قبل أن ننتقي موضوعا آخر من موضوعات التربية.
وشكرا لكم على حسن المتابعة
بقلم أم عبد الهادي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق